الصباح الباهي لونك
دائما يطل الصباح بأنواره الزاهية وخيوطه الباهية , وشباب العز هنا يفرفرون ويتسكعون ويتسربطون في الشوارع والأزقة , وهناك يطل بأنواره علي وريقات الأشجار الرطبة الندية بقطرات الندى المتلألئة , والكل وقف مستيقظا على أصوات الديوك الشجية مؤذنا ببداية يوم جديد ,وأمل جديد ورزق مديد
, حيث التسامح والتصافي والتلاحم , تحركهم أقدارهم وأعمالهم , تري حركة دائبة , منهم من يحمل معاوله مع اشراقة الصباح متجها إلى مزرعته والآخرون على أبواب المتاجر واقفون , والبعض عند مواقف السيارات منتظرون , وطلاب المدارس إلي مداسهم يحملون معاول العلم يزحفون , الكل يمشي في حركة جميلة قدرها الخالق عز وجل , هذا حال أهلنا في السودان , ترسم ملامح الطيبة علي وجوههم , لا يحملون الضغائن علي أحد , كانت حياتهم تسير بهذا المنوال العجيب لا ضجر ولا ملل , حتى وصل بهم الضيق مداه , والظلم منتهاه , لقد قفز في ليلة وضحاها عليهم أناس وجوهم كالحة لا تجد ذرة رحمة في قلوبهم أشبعوهم فقرا وجوعا ومرضا , جعلوا الكل يتمتم ولا يدري ماذا يقول , يمشي ولا يدري أين اتجاهه , يأكل ولا يعلم أي وجبة هذه فطور أم غداء أم عشاء أم سحور , اختفت العادات والصفات الجميلة التي كان يتحلى بها ويتباهي أمام شعوب العالم الآخرين , تفشت الأمراض , وهتك الأعراض , والحشيش والمخدرات , والرشاوى والإحتيالات , الكل يذهب ولا يدري إلى أين , خطوات متسارعة بلا جدوى ثلاثة إلى الأمام واثنين إلى الورى , تراهم يتسارعون وهم يتباطئون , وعلي إتكاءات الراحة تحسبهم أيقاظا وهم نائمون , لك الله يا بلد حتى الأفغاني صاحب التميز والشباتي يسألك أنت دارفوري ولا شمالي , الكل يستهزأ بنا , أسوأ سنوات العمر عاشها شعب السودان تقسيم وشتات وتهجير, وللآن هم يحكمون بالظلم وبالشريعة والإسلام يتشدقون وهم أبعد عن الدين ما يكون , عن أي شئ يتباهون ويستبشرون لا أدري , وغدا تدور الدوائر عليهم , وأي منقلب ينقلبون , وغدا سوف يطل علينا صباح فجر جديد يحمل بين طياته أمل جديد
وغدا ننسى فلا تأسى علي ماض تولى
وغدا نسمو فلا نعرف للغيب محلا
وغدا للحاضر الزاهر نحيا ليس إلا
قد يكون الغيب حلوا إنما الحاضر أحلى
عادل ود القضارف 14/ رمضان 1434هـ
http://muhammadaliwafy.blogspot.in/2014/02/blog-post_11.html
ردحذف