خدعوها بقولهم حسناء
إنها قضروف سعد , قضارف العز والشرف , حيث التلاحم القبلي والتلاقي الآبدي , مدينة ولا كل المدن تتمازج مكوناتها السودانية الأصيلة بشتى قبائل السودان , مدينة لا تضاحيها أي مدينة من حيث العراقة والأصالة , فاض كرمها وسخاها أحبتها كل مكونات شعب السودان , وكل من يأتيها مهاجرا سيظل بها حتى يواريه الثرى , ولا يفارقها إنسان إلا مجبور ودموعه تنساب علي وجنتيه حزنا عليها . فقد تسابق الشعراء في وصفها وجمالها , فقد جارى الشاعر المبدع محمد بشير عتيق رائعة خليل فرح في الضواحي وطرف المدائن بأغنية على ذات النسق يقول في مطلعها :
في الضواحي وطرف القضارف
يلا ننظر صوفي البشير
النسايم جابتلي طارف
طرفي لج وجرى دمعي زارف
شاقني ظبيا في خمايله شارف
في الدلال والتيه ظله وارف
وها هو شاعرنا الكبير وابن القضارف البار الدكتور عبد الواحد عبد الله يوسف صاحب أغنية الاستقلال الشهيرة , اليوم نرفع راية استقلالنا ويسطر التاريخ مولد شعبنا ’ الذي تغني بها عملاق الموسيقي محمد وردي .
ها هو ابنها يتحدث عنها بقصيدة رائعة مطلعها
لك "يا قضارف "في الفؤاد
هوىً سيبقى مابَقِينا
رجع الزمان بخاطري
فرجعت استفتي السنينا
كم اربع شقِيتْ بنا
كم أربع فيه شقينا
كم لحظة فرحت بنا
كم لحظة منها روينا
من سلسبيل الحب ..
والفن النبيلِ ..
ومن تراث الصالحينا
وها هي صومعة القضارف تقف شامخة تحي القادمين إليها من علي البعد فرحة بقدومهم وتودع المغادرين منها وتلوح إليهم آسفة علي فراقهم , لم يعرف أهلها البتة معني الحقد والكراهية والتحزب والتشرذم والقبلية النتنة , حتى جاء هؤلاء وتنكروا لها بجلب ولاة لا يمتون صلة بها كالنبت الشيطاني , ولم يقفوا عند هذا الحد بل أخذوا خيراتها وظلت القضارف متألمة متوجعة من أفعال هؤلاء القوم , حتى جاء بعض أبناؤها ولكن أصحاب السوء والمتربصون والفاسدون ومن والاهم لم يتركوهم فذهب من ذهب مأسوفا عليه بعد أن أحبته الفئات الكادحة التي اهتم بها .
ولقد جاء أراذل القوم يخطبون ودهم مرة بالشريعة ومرة بأنهم أهل خير وبركة ويحسبون بأن أهل القضارف سذجا وذلك لما يلقوه من هتافات وتكبيرات كعادة أهلها من تكريم الضيوف والوفود وإن اختلفت ألوانهم السياسية , فليعلم أصحاب الضمير الغائب الذين سعوا في تفتيت لحمة هذا الشعب الآبي فلن ينالوا من أهل القضارف , فإن أهل القضارف مازالوا صابرين وليس خائفين مناهضين وليس موالين , فإن بلغ الغبن مداه فحينئذ يكون الكلام , فظلم أهل هذه المدينة ظاهرا للعيان حتى الاتفاقية المسماة اتفاقية الشرق لم تنل منها القضارف سوى الفتات , وحتى الفتات لم يبتلع .
ولنا عودة مع قضارف الخير إن أمد الله في الآجال
عادل ود القضارف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق