رحلة عذاب لم تنت

رحلة عذاب لم تنته

رحلة عذاب وآلام وأحزان , نفوس متعبة أرهقها الزمن  , قلوب تشقى ومشاعر تدفن ,وأمراض مزمنة , سرطانات , فشل كلوي وأخرى ما أنزل الله بها من سلطان , قتل وفتك وتشريد , وفساد أخلاقي وآخر اجتماعي , كثر اللقطاء , وانتشرت الرزيلة والمخدرات والآفات.

, الكل يتاجر بها الكبار والصغار والحسناوات , الكل يمشي ولا يدري إلى أين , تراهم كالفراش المبثوث , الأبناء يختلفون , والجيران يتخاصمون والقبائل تتقاتل والأحزاب تتفاجر من أجل ماذا ؟ إنه الفجور , أختلط الحابل بالنابل , وفي كل يوم تنفجر الأزمات والآهات 

أهات هنا وآخرى هناك , وحياتنا  بحر تتلاطم أمواجه , أحلامنا تتبعثر وتموت الأماني, ماض مؤلم ملئ بالجراح ,وحاضر سمته الحزن, وواقع مرير ومستقبل مجهول وضياع يحدق بنا من كل صوب, ولأفراحنا في الحياة مساحات محددة وطيف يترآءي لنا من بعيد ثم يزول كسراب نركض خلفه , خيرة الشباب يهربون , وعن أرزاقهم يبحثون حتى لو في بلاد الواق واق يهرعون , وخبراتنا وكوادرنا تتهنأ بهم دول الخليج وهناك يبدعون 

وكم من مهاجرٍ يتغنى صباحَ مساء:

بلادي وإن جارَت عليَّ عزيزةٌ        وأهلِي وإن  ضنُّوا  عليَّ  كِرام

فقدنا الآلاف من الناس في دارفور وكردفان بسبب حروب قذرة  سببها الحقد والكراهية والتهميش والضحايا لا ناقة لهم ولا جمل  فيها , وفي الشرق تحس أنك في بلد آخر لم تصله أدنى مقومات الحياة بعد أن أعدم الإنقاذ مدن الشرق لكي تعيش مدن الشمال أي عدل هذا  , بلد يقال إنه سلة غذاء العالم وأنهاره تجري متبخترة في كل حين  وأمطاره تهطل بلا موعد ونهايات ,ونتزاحم في المخابز وننتظر بواخر من روسيا والأمارات, وفي الجزارة أصبحت لحوم الحمير والكلاب أحلى الوجبات , هنالك من  فقد بوصلة الإتزان نجده يرقص ثم يرقص حتى علي أشلاء مواطنيه   ,  تم تغيير خارطة البلاد بفقد كثير من الأرض بفعل ساسة حمقى ونعرات قبلية نتنة ونوايا خبيثة   , وفقدنا ما فقدنا وما زلنا نضحي في سبيل الوصول إلى ما نبحث عنه في حياتنا , ولكن هل نجد أنفسنا يوما

عادل ود القضارف (أبورجالة )

Aburagala@windowslive.com