لكي تشاهد المدونة بصورة أفضل نرجو استخدام متصفح firefox

الاثنين، 31 ديسمبر 2012

عيد بأي حال عدت يا عيد ... كل عام وأنتم بخير

عيد بأي حال عدت يا عيد  ... كل عام وأنتم بخير
أحبابي في الله ووطن التعاسة والبؤس  والهلال فاقد البرنس والكؤوس مع هرطقات  مجلسه المنحوس طيورنا المهاجرة من الوطن لكم التحية والتقدير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ها نحن جاءنا عيد استقلالنا المجيد والسودان غير السودان والحال غير الحال والناس غير الناس

عيد بأي حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمـر فيك تجديد
أما الأحبة فالبيـداء دونهم فليت دونـك بيد دونهـا بيد
عدت ياعيد ؟؟؟ ونحن غارقون في الفوضى و أمالنا  منهوبة وأمانينا مذبوحة  سوداننا صار سودانيين  هويتنا صارت قبلية اتفاقاتنا وقراراتنا صارت همجية  تصرفاتنا أضحت غير عقلانية  بنوكنا وأموالنا أصبحت ربوية  , ديوننا وصلت ملياردية  وأخلاقنا فسادها طغى   والكل حول اللف والدوران يسعى , فككوا وقسموا السودان قسمين باسم اتفاقيات مبهومة وصولا بتقرير مصير واستفتاءات  مجهولة وبقية كعكة التقسيم باسم مشورة شعبية مزيفة  , لقد مكثوا في عمر الحكم عتيا وصارت كروشهم من أكلت السحت مترهلة وألسنتهم من قول الكذب والنفاق متدلية كالكلب يلهث إن حملت عليه يلهث وإن تركته يلهث هكذا حالهم لم يتركوا شيئا حسنا و إلا قبحوه , ومضيئا وإلا أعتموه  , وطريقا  نيرا وإلا أظلموه تحت مظلة جمرتهم الخبيثة وحيلهم التعيسة , بنوا فللا وقصورا شامخات خارجية  وأخرى داخلية, جاءوا بعلماء الشر المستطير  وفتاوى تحت دعاوى التمكين  , يهللون ويكبرون باسم الشريعة بكلمات حق أريد بها باطل مبين وهم عن الحق بعيدين ويومئذ في نار جهنم خالدين , عندما تصارعت وتضاربت المصالح انقسموا قسمين , وعندما بلغ سيل الآخرين الزبى جاءوا بانقلاب أو بمسرحية ربما قد تسجل في القاموس السياسي بالفعل المشين , بدأت الثيران تتصارع والصقور  تتراقص فوق الجثث والجيف المتعفنة والطيور المتلهفة تخطف من صقورها  بقايا الرمم المتناثرة , أصبح السودان مريض  أفريقيا المهموم ووضيع العرب المذلول المكلوم  وحتما سوف يحيا سوداننا من عظمة عصصه المتمثل في شبابه و  ثورة ربيعه , وبشبابه الميمون حتما سوف يعود السودان  بمجده التليد الملهم ويذهب هؤلاء الغاصبون الفاسدون  وإن وجدوا للتأريخ مزبلة تلمهم . وبمشورتهم الشعبية المزيفة اندلعت الحروب في الأزرق نيله  و جنوب كردفانه  ودارفوره لم يهدأ لها بالا وأقاموا الحرب في دارفور لكي يكسروا قوة وانتماءات بعض الآخرين لونا  ولكن أصبحت لأعمالهم وبالا , يتحدثون عن عشرات الآلاف قتلى ويتحدث الآخرون عن مئات الشهداء في أرض القرآن والفداء هكذا  بعد أن انقسم جنوبه وعلى نفس الدرب سوف يفقد غربه و ويليه شرقه , إذن إذا كان الحال لماذا لا نطلب المحال ونعالج بقطع شرايين وأوردة قلبه المريض المتمثل في شماله أصل الداء المقيض فيطيب ويسلم باقي جسده
عدت إلينا  يا عيد ولم تخلف الميعاد رغم الأسوار التي تحجبنا عنك والحواجز في طريقك والحدود التي تفصل بيننا
عدت يا عيد .......
عدت ولم نتهيأ لقدومك ما أعددنا أنفسنا لاستقبالك فما زالت الوجوه شاحبة والعيون باكية دامعة والضحكات ميتة والفرحة مبتورة والأحلام مسروقة والآمال مشنوقة علي جدران أنكسارتنا.
عدت ياعيد ... والأقصى في الأسر يئن بصوت خافت يناجي صلاحا آخر
والمسلمون متخاذلون مقصرون منتظرين نبي الله عيسى والمهدي المنتظر
وجاءت ثورات الربيع العربي بهيبة جبارة دكت حصون أنظمة الفجور
وسوريا وفلسطين تجاهدان لتضميد جراحيهما ودارفور ما زالت  كلمي والكل تآمر عليها و تكالب حولها الجميع خارجيا وداخليا والكل يريد نصيبه من الدمار ويبحث عنه بالدولار والدينار وهي تصرح أين السلطان علي دينار
أقبلت يا عيد والأحزان نائمـــــــة ....... على فراشي وطرف الشوق سهران
من أين نفرح يا عيدَ الجراح وفي ....... قـــلوبنا من صنوف الهم ألـــــوان
ومن أين نفرح والأحـزان عاصفة .... وللدمى مقـــــــــــــــل ترنو وآذان
من أين والمسجد الأقصى محطمة ....... آماله، وفؤاد القــــــــدس ولهـــان
عدت ... وسجوننا مليئة بالمواطنين الشرفاء والكادحين الفقراء اللذين ينددون بالظلم والظالمين .
عدت ... وفي السودان قد بلغ الظلم والفساد مداه وابتعد الناس عن دينهم إلا شعارات جوفاء لا تسمن ولا تغن من جوع والكل يتهافت لترضية السلطان والحاكم والوالي والأعيان لعنة الله علي الحكام الظالمين اللذين ما فتـــئوا يتخندقون باسم الدين ويتسترون تحت مسميات لا أنزل الله بها من سلطان والتحية والتجلة لكل من ينادي بمحاربة الفساد والتحية والتقدير لكل من كشف الفساد ويريد الإصلاح
عدت ... وأمتنا العربية والإسلامية تنعي حالها وترنح تحت أقدام الاستعمار الحديث بكل مسميات وعلاقات شتي
أين العيد و أوطاننا في نكبة .... أحبابنا في غربة ... و آلامنا ترفض الانحسار ؟!

عدت ومازلنا غرباء عن أوطاننا والقلب ملئ بالأحزان والنفس مكتظة بالهموم تسكننا إحباطاتنا تكسرنا جراحنا ويفرقنا شتاتنا
عدت ... ونحن كما نحن غارقون في فوضي الهزيمة ورغما كل ذلك أهلا بك يا عيد
هـذا هـو العيـدُ ،أيـنَ الأهـلُ والفـرحُ
ضاقـتْ بهِ النَّفْسُ ، أم أوْدَتْ بها القُرَحُ؟
وأيـنَ أحبابُنـا ضـاعـتْ مـلامحُـهـم
مَـنْ في البلاد بقي منهم، ومن نزحوا؟
سنفتح لك أبوابنا مرحبين وبقلوبنا مهللين سنحتفل بقدومك ونضئ دروبنا بنواقيسك لعلك تنور قلوبنا برحمتك تحيينا رغم الأحزان
عاش نضال أهلنا الصابرين المصلحين في القضارف وخسئ المفسدون الطامعون الجبارون والويل كل الويل للظالمين بأي منقلب ينقلبون يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم
ولكم التحية مجددا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق